على استار الكعبة
.
.
.
.
وكأنما أُنتزع مما حوله حينما توجه بهيكلهِ الميّت نحو الكعبةِ مبعثراً صفوف العباد، مدسوساً بين الطائفة من الأجساد، يرى هدفه الأعظم بين أركانها الأربعة، ودواء جرحهُ المؤلم من بنيانها منبعه، فأخذ بأطراف أستارها وراح يبتهلُ بجوارها :
يا رب،،
يا رب،،
يا مالكَ المُلك ،،
يا مُقدرَ الرِزق،،
يا خالقَ الفتنةِ من تُراب،،
يا خالقَ الجَنةِ والعذاب،،
لكَ أسلمت،،
وبِِكَ آمنت،،
وبقضائكَ رضيت،،
وبِرضاكَ بقيت،،
،
،
اللهم إني عَبدُك،،،
ابنُ عَبدِك،،
ناصيتي بيدك،،
ماضٍ فيّ حُكمك،،
عدلٌ فيّ قضائك،،
رَضيتُ بجنةِ الدُنيا التي وهبتني،،
ولستُ أعلمُ عنها لما منعتني،،
وبقضائك رضيت
وبقضائك رضيت
وبقضائك رضيت
،
،
،
يا رب،،
يا رب،،
إنك أودعتَ في عَينيها بسمتي،،
وفي شفتيها جنتي،،
وعلى خديها راحتي،،
فألطُف بعبدِك بعدَ أن رحلت،،
وأمّن قُلوباً من مَصيرها وجلت،،
أصبحت على الجمع،،
وأمست على الدمع،،
،
،
،
يا رب،،
يا رب،،
اللهم إني جائعٌ لعينيها فزودني،،
اللهم إني عارٍ من كفيها فألبسني،،
اللهم إني ظامٍ لشفتيها فاسقني،،
اللهم إني ضريرٌ لخديها فأرشدني،،
اللهم إني جاهلٌ لدارها فعلمني ،،،
،
،
،
يا رب،،
يا رب،،
اللهم إني ذرعت الأرض بعدها،،
اللهم إني شقيت بصدق وعدها،،
ولست أعلم لما انا فيه من مخرج إلا أن أضمها،،
وأستعبر ببقايا دمعي على حسنها،،
وأمرغ خديّ بترابٍ وطئته قدمها،،
وأستنشق عطراً استوطن عنقها،،
فإن كنت تعلم أني بعد كل هذا مُلاقيها،،
فأشدد على قلب عبدك،،
واشرح صدره لوعدك،،
وانصر عشقه،،
فلا ناصر له إلا أنت ،،
ولا عالم لما هو فيه سواك،،
،
،
،
يا رب،،
يا رب،،
اللهم إنهم سرقوها مني،،
اللهم إنهم أبعدوها عني ،،
حتى أمست بوادٍ غير ذي زرعٍ من الحب،،
وحتى أصبحت بجرحٍ غير ذي طب ،،،
بك أستجير على بابك المُحرم،،
وبأستار بيتك العتيق المعظم،،
فليس لي وجهة إلا أنت،،
وليس لي غاية إلا أنت،،
اللهم فثبت قلبي على ديدن الحب،،
وثبت قلبها على هوى الصب،،
فبها ينعم،،
ومن بعدها يألم،،
ولست أعلم لآلامي طباً سوى رحمتك،،
ولست أُدرك لدمعها كفاً إلا برأفتك،،
فنجنا يا منجي القلوب،،
وثبتنا على الحب وأن لا نتوب،،
،
،
،
يا رب،،
يا رب،،
بقدرتك يا رب أردتَ أن ألقاها،،
وبحكمتك يا رب أردتَ أن أشقاها،،
وقلوبنا ليست إلا بين إصبعين من أصابعك،،
تقلبها كيف تشاء،،
فتكتبنا من السعادة سعداء،،
أو من الشقاء أشقياء،،
اللهم فإني أسألك أن تريني الحب رحمةً وترزقني إتباعه،،
وتريني النسيانَ ألماً وترزقني إجتنابه،،
اللهم آمين،،
اللهم آمين،،
اللهم آمين،،
.
.
.
.
.
.